أثار الاقتصاد الأمريكي قلق الكثير من الخبراء الاقتصاديين في الآونة الأخيرة، حيث حذر الخبير الاقتصادي بيتر شيف من خطورة تفشي ظاهرة الركود الاستيائي (Stagflation) في الاقتصاد الأمريكي، وأشار إلى أن الوضع سيزداد سوءاً في المستقبل.
وفي مقال نشره على موقعه الإلكتروني، أوضح شيف أن ظاهرة الركود الاستيائي تحدث عندما يتزايد التضخم في الاقتصاد في نفس الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد تراجعًا في النمو، وهو ما يعرف باسم “ركود النمو الاستيائي”. وأضاف شيف أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تدمير القيمة الحقيقية للأصول وزيادة البطالة وتقليص الإنفاق.
وتشير بيانات السوق الأمريكية إلى أن التضخم في الولايات المتحدة ارتفع في الفترة الأخيرة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 4.2٪ في أبريل الماضي، مما يرفع مخاوف الكثيرين من ارتفاع أسعار السلع والخدمات وتأثير ذلك على المواطنين الأمريكيين.
وأضاف شيف أن العوامل المختلفة التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي، مثل زيادة الإنفاق الحكومي وانخفاض معدلات الفائدة والتدخل الكبير للحكومة في الاقتصاد، يؤديان إلى زيادة التضخم وتقليل النمو الاقتصادي.
وبالرغم من أن بعض الخبراء الاقتصادين يرون أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في مسار الانتعاش الاقتصادي، إلا أن التحذيرات التي يطلقها بيتر شيف وغيره من الخبراء الاقتصاديين تتحدث عن مخاطر كبيرة يجب التحذير منها.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي قد شهد تحسنًا ملحوظًا في الربع الأول من عام 2023، إلا أن الكثير من الخبراء الاقتصاديين يرون أن هذا التحسن لن يستمر في ظل تصاعد الأزمات العالمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول الكبرى.
ويعتبر الركود الاستيائي ظاهرة معقدة وصعبة التحكم بها، وهي تتطلب إجراءات وقائية فعالة وتوجيهات واضحة من قبل الحكومة والمؤسسات الاقتصادية المعنية. وتشير التحذيرات الصادرة عن الخبراء الاقتصاديين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي مخاطر الركود الاستيائي، مثل زيادة معدلات الفائدة وتخفيض الإنفاق الحكومي وتشجيع الاستثمارات الخاصة في الاقتصاد.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة يتطلب تعاوناً كبيراً بين الحكومة والمؤسسات الاقتصادية والمواطنين، واتخاذ إجراءات وقائية فعالة لمواجهة التحديات الراهنة وتفادي مخاطر الركود الاستيائي، وذلك من أجل ضمان استمرارية النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين الأمريكيين.